السبت، 16 فبراير 2013

صمت الشعراء الآخرين ابلغ...

تعقيبا على "مجد الشعر معاناة الشعراء"
تعليقا على النقاش الذي أثارته المقالة المذكورة وردا على بعض الرسائل التي وردت إلي بالبريد أوضح ما يلي:
ليست لي خصومة شخصية مع احد. وخاصة مع الأستاذ امين الزاوي او الروائيين أو الإعلاميين. قضيتي تتعلق بمسألة عامة .أما عن المكتبة الوطنية وكيف كانت تلم شمل المثقفين فقد كان املي في الأستاذ أمين الزاوي كبيرا إلا انه خاب خيبة كبرى مرتين. حين تم الاحتفال بأحد الشعراء الذين توفوا بدعوة احد الأشخاص الذين كانوا سببا في مأساتهم (حالة عبد الله بوخالفة تحديدا) وقد عبرت عن رأيي علنا وامام الملأ. وحين تم استعمال الشعراء الجزائريين كديكور لحضور المشارقة شعراء وغير شعراء. وقد عبرت عن ذلك للدكتور امين الزاوي بحضور بعض الشعراء الجزائريين رافضا أن أكون مجرد ديكورا لهم. ولا أريد ان تاخذ القضية أقل من بعدها العام: قضية تتجاوز عاشور فني وامين الزاوي وتتجاوز الرواية والشعر إلى المسألة الثقافية وموقف المثقفين ومكانتهم في وطنهم: هل يستمر الوضع الراهن بفرض أسماء تبرمج من خلالها قضايا"ثقافية" لتحريك الرأي العام ضد الثقافة نفسها؟ هل تستمر وسائل الإعلام في إهانة المبدعين والمثقفين الجزائريين وإهانتهم؟ هل تستمر سلطة الجهل والظلام والمهيمنة على المؤسسات في فرض رموزها بعد ان اغتنت بسرقة أموال الخزينة العمومية؟؟؟ هل يستمر الناشرون في فرض الضحالة التسطيح بالتحالف مع المتحكمين في ريع الوزارة وريع العلاقات مع الأسواق الخارجية؟ هل تستمر الثقافية في خدمة بارونات الطرابندو الثقافي وأرباب المال الفاسد والإعلام الفاشل؟
لقد رفضت الظهور في كثير من الحصص التي يتم اعدادها ارتجالا لملء الفراغ او لمجرد تجديد الوجوه... واعتقد ان كثيرا من الزملاء الشعراء الذين يحترمون أنفسهم ويحترمون الشعر لا يقبلون الزج به في مرقص وسائل الإعلام ليصبح نوعا من التوابل التي تطعم بها برامجهم المسطة المضادة للشعر وللإبداع أصلا. لقد قبلوا للرواية أن تكون راقصة في ملهى مسائل الإعلام لتلهية الرأي العام الغائب عن الوعي وان يكونوا هم عرابيها لدى المرابين الجدد. لقد كانت الرواية خطوة عملاقة نحو التحرر على يد المؤسسين الأوائل ومنهم شعراء كبار(كاتب ياسين ومالك حداد والطاهر وطار وبن هدوقة) فلم تم تبخيسها وتحويلها إلى ألهية في بلاط السادة وجارية في أسواق الشرق؟ لقد ظل الشعر عصيا على قيم السوق واساليب الخضوع وافذعان ولذلك يتم تهميشها وإقصاؤه بل يتم تصويره في أبشع الصور وتقديمه في أسوأ الحالات. ولم تعد وسائل الإعلام تنقل من أخبرا الشعر غير تفاهات الدخلاء: اخبار لصوص النصوص وابتذال المبتذلين وشطحات الراقصين الجديد على اوزان الخليل وبدونها... في سوق جديدة لكنها تحمل كل الدلالات الرمزية الجديرة بالانتباه: الاتجار بعظام الشعراء المتوفين ...هما أو انتحارا فقد صارت القائمة طويلة حقا...
ليست لي خصومة مع احد. وانا في غنى تام عن كل ذلك ومع ذلك فانا مستعد لخضو معركة كبرى دفاع عن صورة الشعر وعن كرامة الشاعر. ولا اظنني وحيدا في هذا فصمت الشعراء الآخرين ابلغ من كل هذا الكلام

فايرفوكس لتصفح افضل

المتواجدون الان